الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } * { وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }

قوله: { وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ } أي: يميتكم. { وَمِنكُم مَّن يُّرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ } أي: إلى الهرم { لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً } أي: يصير بمنزلة الطفل الذي لا يعقل شيئاً. { إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }.

قوله: { وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ }. يقول: هل منكم من أحد يكون هو ومملوكه في أهله وماله سواء؛ أي: إنكم لا تفعلون ذلك بمملوكيكم حتى تكونوا في ذلك سواء، فالله أحق أن لا يُشرك به أحد من خلقه. وهو كقوله:ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مَّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ } [الروم:28] أي: كخيفة بعضكم بعضاً. قال: فهذا مثل ضربه الله. يقول: فهل أحد منكم يشارك مملوكه في زوجته وفراشه وماله، أَفتعدلون بالله خلقه؟.

قال: { أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ } على الاستفهام، أي: قد جحدوا نعمة الله.