الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } * { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } * { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }

قوله: { يُنَزِّلُ المَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ } أي: بالرحمة والوحي { مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ }.

ذكروا عن كعب قال: إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل. وإذا أراد الله أمراً أن يوحيه جاء اللوح حتى يصفق جبهة إسرافيل، فيرفع رأسه، فينظر، فإذا الأمر مكتوب، فينادي جبريل فيلبّيه، فيقول: أمرت بكذا، أمرت بكذا، فلا يهبط جبريل من سماء إلى سماء إلا فزع أهله مخافة الساعة، حتى يقول جبريل: الحق من عند الحق، فيهبط على النبي عليه السلام، فيوحي إليه.

قوله: { أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ } أي: لا تعبدوا معي إلهاً آخر.

قوله: { خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ } يعني بالإنسان ها هنا المشرك { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينُ } وهو كقوله:أَوَ لَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [يس:77-78].

قوله: { وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا } يعني الإِبل والبقر والغنم { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } أي: ما يصنع من الكسوة من أصوافها وأوبارها وأشعارها. { وَمَنَافِعُ } في ظهورها. هذه الإِبل والبقر. وألبانها في جماعتها. قال: { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } أي: من جماعتها، أي: لحومها. ويؤكل من البقر والغنم السمن.

وقال بعضهم: { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } أي: لباس. وقال مجاهد: لباس ينسج.

وقال مجاهد في قوله: { وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } قال: منها مركب ولحم ولبن.

قوله: { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ } أي: حين تروح عليكم راجعة من الرعي. { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } أي: تسرحونها إلى الرعي.

وقال بعضهم: { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ } يعني الإِبل. وهي أعجب ما تكون إذا راحت عظاماً ضروعُها، طوالاً أسنمتها، { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } إذا سَرّحَت لرعيها.

قوله: { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ } أي: البلد الذي تريدونه. وفي تفسير الحسن أنها الإِبل والبقر. { إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ } أي: لولا أنها تحمل أثقالكم لم تكونوا بالغي ذلك البلد إلا بمشقة على أنفسكم. وقال بعضهم: إلا بجهد الأنفس. ومن فسّرها بجهد الأنفس فهو يقرأها بشق الأنفس.

{ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } يقول: فبرأفة الله وبرحمته سخّر لكم هذه الانعام، وهي للكافر رحمة الدنيا ليرزقه فيها من النعم.