الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }

قال: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى } التي جعلها الله ـ زعم ـ حيث جعلوا لله البنات، يعنون الملائكة { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } أي: مغبّراً { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي: قد كظم على الغيظ والحزن.

قال: { يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ } يقول: يتفكّر كيف يصنع بما بشِّر به، أيُمسكه، أي: يُمسك الذي بشّر به، أي: الابنة { عَلَى هُونٍ } أي: على هوان { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } أي: فيقتل ابنته، يدفنها حية حتى تموت مخافة الفاقة.

كان أحدهم يقتل ابنته مخافة الفاقة ويغذو كلبه، وكانوا يقولون الملائكة بنات الله، فالله صاحب بنات. جلّ ربنا عن اتخاذ الولد عمّا وصفه به أهل الجاهلية، فألحقوا البنات به.

قال الله: { أَلاَ سَاءَ } أي: بئس { مَا يَحْكُمُونَ } إذ جعلوا لله ما لم يرضوا أن يخصّوه لأنفسهم. وهذا مثل ضربه الله لهم.