الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } * { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }

قوله: { أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ } أي: عملوا السيئات، والسيئات ها هنا الشرك { أَن يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } قال: { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } في البلاد، أي: في أسفارهم في غير قرار { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي: بسابقين { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ } أي: يهلك القرية، يخيف بهلاكها القرية الأخرى لعلهم يرجعون، أي: لعل من بقي منهم على دينهم، دين الشرك، أن يرجع إلى الإِيمان.

وقال الكلبي: { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } في البلاد بالليل والنهار. { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ } أي: على تنقص. أي: يبتليهم بالجهد حتى يرقوا ويقلّ عددهم. فإن تابوا وأصلحوا كشف عنهم. فذلك قوله: { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } أي: إذ جعل لكم متاباً ومرجعاً.

قوله: { أَوَ لَمْ يَرَوا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلاَلُهُ } ، أي: يرجع ظل كل شيء، من الفيء { عَنِ اليَمِينِ وَالشَّمَائِلِ } والفيء الظل. وقال الحسنِ: ربما كان الفيء عن اليمين، وربما كان عن الشمال. وقال الكلبي: هذا يكون قبل طلوع الشمس وبعد غروبها. وقال بعضهم: { عَنِ اليَمِينِ وَالشَّمَائِلِ }. أما اليمين فأول النهار، وأما الشمائل فآخر النهار.

قوله: { سُجَّداً لِّلَّهِ } فظل كل شيء سجوده. { وَهُمْ دَاخِرُونَ } أي: وهم صاغرون فيسجد ظل الكافر كارهاً. أي: يسجد ظله والكافر كاره.