الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } * { وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ }

قوله: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ } قال بعضهم: توفتهم عند الموت. وقال الحسن: هي وفاة إلى النار، أي: حشر إلى النار.

{ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ } قال بعضهم: استسلموا. وقال الحسن: أعطوا السلم أي: أسلموا فلم يقبل منهم؛ وقال: إن في القيامة مواطن، فمنها موطن يقرّون فيه بأعمالهم الخبيثة، وهو كقوله:وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } [الأنعام:130] أي: في الدنيا. وموطن يجحدون فيه فقالوا: { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ } فقيل لهم: { بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي: في الدنيا إذ أنتم مشركون. وموطن آخرقَالُوا: وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [الأنعام:23] فقال الله:انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ } [الأنعام:24] { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي: من عبادتهم الأوثان، فلم تغن عنهم شيئاً، وموطن آخر، وهو آخرها، أن يختم على أفواههم وتتكلم أيديهموَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [سورة:يس:65].

قوله: { فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ } أي: عن عبادة الله عزّ وجلّ.

{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً } أي: أنزل خيراً. ثم انقطع الكلام. ثم قال: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا } أي: آمنوا { فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الأَخِرَةِ خَيْرٌ }.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ المُؤمِن حسنة؛ يثاب عليها بالرزق في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة "

وقال الحسن: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ }: تكون لهم حسنتهم في الآخرة الجنة. قال: { وَلَدَارُ الأَخِرَةِ خَيْرٌ } أي: الجنة خير من الدنيا. { وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ }.