الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ }

قوله: { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ } أي: ما يسر المشركون من نجواهم في أمر النبي، أي: ما يتشاورون في أمره، مثل قوله: { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: الذين أشركوا { هَلْ هَذَا } يعنون محمداًإِلآَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [الأنبياء:3] أي: أنه سحر. يعنون القرآن. قال الله: { وَمَا تُعْلِنُونَ } أي: من شركهم وجحودهم.

{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني الأوثان { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } أي: يصنعون بأيديهم. قال إبراهيم:أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات:95-96] أي: بأيديكم.

قوله: { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ } أي: الأوثان أموات لا أرواح فيها { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }.

قال بعضهم: تحشر الأوثان بأعيانها فتخاصم عابديها عند الله بأنها لم تدعهم إلى عبادتها، وإنما كان دعاهم إلى عبادتها الشيطان. قال الله: { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً } أي: أمواتاً لا أرواح فيهاوَإن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [النساء:117].

قوله: { إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ } أي: لا يصدّقون. بالآخرة { قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } أي: لهذا القرآن. وبعضهم يقول منكرة لا إله إلا الله { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } عن عبادة الله وعما جاء به رسول الله. وقال بعضهم: عن القرآن، وهو واحد.

ثم قال: { لاَ جَرَمَ } وهي كلمة وعيد. { أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ }.