قوله: { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ } أي: ما يسر المشركون من نجواهم في أمر النبي، أي: ما يتشاورون في أمره، مثل قوله: { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: الذين أشركوا { هَلْ هَذَا } يعنون محمداً{ إِلآَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [الأنبياء:3] أي: أنه سحر. يعنون القرآن. قال الله: { وَمَا تُعْلِنُونَ } أي: من شركهم وجحودهم. { وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني الأوثان { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } أي: يصنعون بأيديهم. قال إبراهيم:{ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات:95-96] أي: بأيديكم. قوله: { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ } أي: الأوثان أموات لا أرواح فيها { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }. قال بعضهم: تحشر الأوثان بأعيانها فتخاصم عابديها عند الله بأنها لم تدعهم إلى عبادتها، وإنما كان دعاهم إلى عبادتها الشيطان. قال الله: { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً } أي: أمواتاً لا أرواح فيها{ وَإن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [النساء:117]. قوله: { إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ } أي: لا يصدّقون. بالآخرة { قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } أي: لهذا القرآن. وبعضهم يقول منكرة لا إله إلا الله { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } عن عبادة الله وعما جاء به رسول الله. وقال بعضهم: عن القرآن، وهو واحد. ثم قال: { لاَ جَرَمَ } وهي كلمة وعيد. { أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ }.