الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } * { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }

قوله: { وَهُوَ الَّذِي سَخَّر البَحْرَ } أي: خلق البحر { لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً } أي: الحيتان { وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } أي: اللؤلؤ. { وَتَرَى الفُلْكَ } أي: السفن { مَوَاخِرَ فِيهِ } يعني شقها الماء في وقت جريها.

وقال بعضهم: { مَوَاخِرَ فِيهِ } أي: سفن البحر مقبلة مدبرة تجري فيه بريح واحدة. وقال مجاهد: ولا تُجري الريح من السفن إلا العظام { وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } يعني طلب التجارة في البحر. { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: لكي تشكروا. وهو مثل قوله:لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } [النحل:81].

قوله: { وَأَلْقَى في الأَرْضِ رَوَاسِيَ } وهي الجبال { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي: لئلا تتحرك بكم. وقال مجاهد: أن تكفأ بكم. وقد فسّرناه في غير هذا الموضع. { وَأَنْهَاراً } أي: جعل فيها أنهاراً { وَسُبُلاً } أي: طرقاً { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: لكي تهتدوا الطرق.

{ وَعَلاَمَاتٍ } أي: جعلها في الطرق تعرفونها بها. { وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } والنجم جماعة النجوم التي يهتدون بها.

قوله: { أَفَمَن يَخْلُقُ } يعني نفسه { كَمَن لاَّ يَخْلُقُ } يعني الأوثان، على الاستفهام، هل يستويان. أي: لا يستوي الذي يخلق والأوثان التي لا تخلق والتي تعبدون من دون الله، التي لا تملك ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، والنشور البعث.

{ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } يقوله للمشركين. والمؤمنون هم المتذكرون. يقول: أفمن يخلق كمن لا يخلق. والله هو الخالق، وهذه الأوثان التي تعبدون من دون الله تُخلَق ولا تَخلق شيئاً.