قوله: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ } أي: إلى الهدى وهو الطريق إلى الجنة. { بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ } أي: بالقرآن { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } يأمرهم بما أمرهم الله به وينهاهم عما نهاهم الله عنه { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي: عن طريق الهدى { وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } أي: أنهم مشركون ضالّون وأن محمداً وأصحابه مؤمنون مهتدون. قوله: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ }. ذكر ابن عباس قال: مثل المشركون بحمزة يوم أحد، وقطعوا مذاكيره [فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم جزع جزعاً شديداً فأمر به فغطى ببردة كانت عليه، فمدّها على وجهه ورأسه، وجُعِل على رجليه إذ خر] ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا مثّلن بثلاثين من قريش " فأنزل الله: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لَّلصَّابِرِينَ }.