قوله: { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } أي: إن الذي هم فيه من الدنيا متاع قليل ذاهب. { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة. قوله: { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا } يعني اليهود؛ سمّوا أنفسهم اليهود وتركوا الإِسلام { حَرَّمْنَا } عليهم بكفرهم { مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } في سورة الأنعام وهي مكية، وهذا الموضع من هذه السورة مدني؛ يعني قوله: { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ البَقَرِ وَالغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُرُهُمَا أَوِ الحَوَايَا } والحوايا المبعر{ أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } [الأنعام:146]. قال: { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } وإنما حرّم ذلك عليهم بظلمهم. وقد بيّن ذلك في سورة النساء فقال:{ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ... } إلى آخر الآية [النساء:160]. قوله: { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } أي: من بعد تلك الجهالة إذا تابوا منها { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }. وكل ذنب عمله العبد فهو بجهالة، وذلك منه جهل.