الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } * { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ }

قوله: { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } ، يعني قرية قوم لوط؛ يقول: إنها لبطريق واضح. وقال مجاهد: لبطريق معلم.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } وقال في آية أخرى:وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [الصافات:137-138].

قوله: { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } يعني الذين بعث إليهم شعيب { فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } والأَيكة الغيضة.

كانوا أصحاب غيضة. كان عامة شجرهم المقل، وهو الدوم، فسلّط الله عليهم الحرّ سبعة أيام، فكان لا يكنهم منه شيء. فعبث الله عليهم سحابة فلجأوا تحتها يلتمسون الروح فجعلها الله عليهم ناراً، فاضطرمت عليهم فماتوا فيها. وهو قوله:فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الشعراء:189].

قوله: { وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } يقول: إن منزل قوم لوط وأصحاب الأَيكة { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } يعني بطريق واضح، أي: بيّن.

قوله: { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ } يعني ثمودَ، قومَ صالح. { وَءَاتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً ءَامِنِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ } أي: العذاب. { مُصْبِحِينَ } حين طلع الفجر. { فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }.

قوله: { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ } أي: للبعث { وَإِنَّ السَّاعَةَ } أي: القيامة { لأتِيَةٌ } أي: لجائية { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ } والصفح ها هنا منسوخ بالقتال. وهو كقوله: { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ } يعني المشركينوَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [الزخرف:89]. ثم أمره بقتالهم في سورة براءة فقال:فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ } [التوبة:5].