{ قَالَ إِنَّ هَؤُلاَءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ وَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تُخْزُونِ }. وكانوا إنما يفعلون ذلك بالغرباء، ولا يفعله بعضهم ببعض. { قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ العَالَمِينَ } أي: أن تضيف أحداً. وكان لا يأوون ضيفاً بليل، فكانوا يعترضون من مر بالطريق بالفاحشة. { قَالَ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } أمرهم بتزويج النساء. وقد فسّرناه في غير هذا الموضع. وقوله: { إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } أي: إن كنتم متزوّجين. قوله: { لَعَمْرُكَ } وهذا قسم { إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } أي: لفي ضلالتهم يلعبون، في تفسير بعضهم. وفي تفسير الحسن: يتمادون. { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ } أي: بالعذاب { مُشْرِقِينَ } أي: حين أشرقت الشمس. { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا }. رفعها جبريل حتى سمع أهل السماء الدنيا ضواغي كلابهم ثم قلبها. { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } أي: أرسل الله عليهم بعد ما قلبها حجارة فاتبعت سفّارهم ومن كان خارجاً من المدينة، وقوله: { مِّن سِجِّيلٍ } هي بالفارسية سند وكل: أولها حجر وآخرها طين. قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ } أي: للمتفرسين. وقال بعضهم: للمعتبرين. يقول: فيما أهلك الله به الأمم السالفة.