الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } * { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } * { قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } * { وَآتَيْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } * { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } * { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } * { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ }

{ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ القَانِطِينَ } أي: من الآيسين. { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ }.

{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ } [أي: ما أمركم] { أَيُّهَا المُرْسَلُونَ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين، وهذا جرم شرك، يعني قوم لوط لِنعذبهم. { إِلاَّ ءَالَ لُوطٍ } يعني أهله المؤمنين { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغَابِرِينَ } أي: الباقين في عذاب الله، في تفسير بعضهم. وقال الحسن: لمن الهالكين.

قوله: { فَلَمَّا جَاءَ ءَالَ لُوطٍ المُرْسَلُونَ } أي: الملائكة { قَالَ } لوط { إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ }. قال مجاهد: أنكرهم نبي الله لوط.

{ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ } يعني جئناك بعذاب قوم لوط، في تفسير مجاهد، وقوله: { بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي: يشكّون، ويقولون لا نعذب، لأنه كان يخوفهم بالعذاب إن لم يؤمنوا.

{ وَأَتَيْنَاكَ بِالحَقِّ } يعني وجئناك بعذابهم { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الَّيْلِ } أي: بطائفة من الليل، والسُّرَى لا يكون إلا ليلاً { وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ } أي: كن آخرهم. { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُم أَحَدٌ } أي: لا ينظر وراءه إلى المدينة. { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤمَرُونَ }.

{ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ } أي: أعلمناه ذلك الأمر. والقضاء ها هنا إعلام. { أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ } أي: أصل هؤلاء { مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } وهو كقوله:إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } [هود:81].

قوله: { وَجَاءَ أَهْلُ المَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } أي: قوم لوط يستبشرون بضيف لوط، أي: لما يريدون من عمل السوء، إتيان الرجال في أدبارهم.