الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } * { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ }

قوله: { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } مثل قوله:إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } [الّيل: 12] ومثل قوله:وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ } [النحل:9] أي: الهدى.

وقال مجاهد: الصراط الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه [لا يعرّج على شيء]، يعني أن الله هو الهادي لمن يشاء إلى صراط مستقيم، أي: إلى الجنة.

وبعضهم يقرأها: { صِراط عَلِيٌّ مستقيم } ، يرفعها، يقول: صراط رفيعٌ مستقيم.

قوله: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } مثل قوله:إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [النحل:99] أي: لا يستطيع أن يضل من هدى الله. قال: { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } أي: يتولون إبليس قال: { وَالَّذِينَ هُم بِهِ } أي: باللهمُشْرِكُونَ } [النحل:100].

قوله: { إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ } وهم من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون.

{ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } أي: لهؤلاء الغاوين { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } بعضها تحت بعض مطبقة، الباب الأعلى جهنم، ثم سقر، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم الجحيم، ثم الهاوية؛ وجهنم والنار يجمعان الأسماء.

وكان الحسن يقول: { وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ } أي: اسم من أسماء جهنم، ويدع بعض هذه الأسماء، ولا أدري أي اسم هو.

{ لَّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } بلغنا ـ والله أعلم ـ أن الباب الأعلى لمشركي العرب، والباب الثاني للنصارى، والثالث للصابئين، والباب الرابع لليهود، والخامس للمجوس، والسادس لعبدة الأوثان، والسابع للمنافقين. فقال في آية أخرى:إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } [النساء:145] أي: الباب الأسفل.

وتفسير مجاهد في قول الله:وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذِيْنَ أَضَلاَّنَا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ } [فصلت:29] يعني: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه.