قوله: { وَالأَرْضَ مَدَدْنَهاَ } أي: بسطناها { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } وهي الجبال، وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وقال في آية أخرى:{ وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [النازعات:30] قال لها انبسطي أنت كذا، وانبسطي أنت كذا. وقد فسرناه قبل هذا. قوله: { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }. قال الحسن: من كل شيء يوزن، مثل الزعفران والعُصْفُر وكل ما ينبت مما يوزن من النبات. وتفسير الكلبي: أنبت الله في الجبال الذهب والفضة والصفر والرصاص والحديد والجوهر وكل شيء لا يباع إلا وزناً. وقال بعضهم: كل شيء موزون، أي: معلوم مقسوم. وقال مجاهد: من كل شيء موزون: أي معدود يعد، أي: يقدر. قال الحسن: ثم ذكر الأرض فقال: { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } أي: مما أخرج الله لهم فيها، ومما عمله بنو آدم. قوله: { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } أي: جعلنا لكم ومن لستم له برازقين معايش قال مجاهد: يعني الأنعام والدوابّ، وقال الحسن: البهائم وغيرها من الخلق. وقال السكلبي: يعني من لا تمونونه، أي: ليس عليكم من مئونته شيء من الوحوش والطيور وكل شيء لا يمونه بنو آدم. قوله: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } يعني المطر. وهذه الأشياء كلها إنما تعيش بالمطر. { وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }. ذكروا أن علياً قال: إن هذا الرزق ينزل من السماء كقطر المطر، كل نفس بما كتب الله لها. وذكروا عن ابن عباس أنه قال: ما من عام بأكثر من عام مطراً، أو قال: ماء، ولكن الله يصرفه في الأرض حيث يشاء، ثم تلا هذه الآية:{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا } [الفرقان:50].