الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ }

قوله: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ } يعني القرآن { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي: حفظه الله من إبليس أن يزيد فيه شيئاً أو ينقص منه شيئاً. كقوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ البَاطِلُ } والباطل هو إبليس { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } فينقصَ منهُوَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } [فصّلت:41-42] فيزيد فيه شيئاً. حفظه الله من ذلك.

وقال مجاهد: { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي: عندنا.

قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ } أي: أرسلنا الرسل في فرق الأولين، أي: أمم الأولين، أمة بعد أمة. { وَمَا يَأْتِيهِم } يعني تلك الأمم { مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ } أي: نسلك التكذيب { فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ } أي: المشركين { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي: بالقرآن { وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } يعني ما أهلك به الأمم السالفة بتكذيبهم، يخوّف المشركين بذلك.