الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ }

قوله: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ } [قال بعضهم: بلغة قومه]. { لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ } أي: بعد البيان { وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } أي: العزيز في نقمته الحكيم في أمره.

قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا } قال الحسن: بديننا. وقال مجاهد: بالبيان. { أَنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } أي: من الضلالة إلى الهدى { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ } أي: بنعم الله في تفسير الحَسن ومجاهد. قال الحسن: التي أنعم الله عليهم بها إذ نجاهم من آل فرعون، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، وما أنعم عليهم به.

وقال الكلبي: { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ }: النعيم والبلاء؛ يذكّرهم ما أنعم الله عليهم، ويذكرهم البلاء، كيف أهلك قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب. يقول: ذكرهم هذا وهذا. وقد قال في آية أخرى:قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ } [الجاثية:14] أي: أيام الآخرة، وهم المشركون، ثم أمر بقتالهم بعدُ. قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } والشكور هو المؤمن.

قوله: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ } ثم أخبر بتلك النعمة فقال: { إِذْ أَنْجَاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ } أي: يذيقونكم شدّة العذاب { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } أي: فلا يقتلونهن { وَفِي ذَلِكُم } أي: فيما نجاكم منهم { بَلاَءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } أي: نعمة من ربكم عظيمة. وقال في آية أخرى: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ } أي: بغى في الأرضوَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } [القصص:4] أي: فرقاً؛ يقتل طائفة، ويستحيي طائفة، ويستعبد طائفة، فهو الذي كان يسومهم سوء العذاب.