الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } * { قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأَنْهَارَ } * { وَسَخَّر لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ } * { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }

قوله: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً } أي: آلهتهم التي يعبدون،عدلوها بالله فجعلوها آلهة مثله. { لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ } أي: عن سبيل الهدى. { قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ } كقوله:لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ } [آل عمران:196-197].

قوله: { قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاَةَ } أي: الصلوات الخمس، يحافظون على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها { وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } أي: الزكاة الواجبة { مِّن قَبْلِ أَن يَّأْتِيَ يَوْمٌ } أي: يوم القيامة { لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } أي: لا يتبايعون فيه { وَلاَ خِلاَلٌ } أي: تنقطع كل خلّة إلا خلّة المتقين. كقوله:الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ } [الزخرف:67]، وكقوله:لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ } [البقرة:254].

قوله: { اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِن الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ } إنما الرزق من المطر. { وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ } قال مجاهد: في كل بلد فجرت. { وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ دَائِبَيْنَ } أي: يجريان إلى يوم القيامة { وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ } يختلفان عليكم { وَءَاتَاكُم } أي: وأعطاكم { مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } أي: وما لم تسألوه، في تفسير الحسن. وليس كل ما سألوا. وبعضهم يقرأها: { مِنْ كُلٍّ } أي: من كل شيء، { مَا سَأَلْتُمُوهُ } يقول: أعطاكم ما لم تسألوه.

قال: { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا } [روى الحسن عن أبي الدرداء قال: من لم يرَ نِعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قلّ عمله وحضر عذابه]. { إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } أي: ظلوم لنفسه، كفار بنعم ربه [حين أشرك] وقد أجرى عليه هذه النعم.