الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } * { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ }

قوله: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الأَخِرَةِ }.

بلغنا عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: إن المؤمن إذا وضع في قبره ورجع عنه أصحابه أتاه ملك فأجلسه، ثم يقول له: من ربك؟ فيقول: الله ربي. ثم يقول له: وما دينك؟ فيقول: الإِسلام. ثم يقول له فمن نبيك؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم. فيقال له: صدقت. ثم يفتح له باب إلى النار، ثم يقال له: انظر إلى هذه النار التي لو أنك كذبت صرت إليها، وقد أعاذك الله منها. ثم يفتح له باب إلى الجنة، ثم يقال له: هذه الجنة، ثم يرى منزله فيها فلا يزال يأتيه من ريح الجنة وبردها، حتى تأتيه الساعة.

وإن الكافر إذا وضع في قبره، ورجع عنه أصحابه أتاه مَلَك فأجلسه، ثم قال له: من ربك؟ فيقول: لا أدري، ثم يقول له: من نبيّك؟ فيقول له: لا أدري، فيقال له: لا دريت، ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها: ثم يقال له: هذه الجنة التي لو أنك آمنت بالله، وصدقت رسوله، وعملت بفرائضه صرت إليها، لن تراها أبداً، ثم يفتح له باب إلى النار، فيقال له: هذه النار التي أنت صائر إليها، ثم يضيق عليه قبره، ثم يضرب ضربة لو أصابت جبلاً ارفض ما أصابت منه، قال: فيصيح عند ذلك صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين. قال: فهو قوله: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

قال: { وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ }.

ذكر جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. إذا أدخل المؤمن قبره وتولىعنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: إنه رسول الله وعبده. فيقول: انظر إلى مقعدك الذي كان لك من النار، قد أعاذك الله منه، وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فيراهما كليهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقال له: اسكن.

وأما المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت، هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلت مكانه مقعدك من النار ".

قال جابر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يبعث كل عبد في القبر على ما مات عليه؛ المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه "

ذكر البراء بن عازب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبع جنازة رجل من الأنصار، فلما انتهى إلى قبره وجده لم يلحد. فجلس وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وبيده عود ينكث به الأرض، ثم رفع رأسه فقال: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر "

السابقالتالي
2 3