قوله: { قَالَتْ رُسُلُهُمْ } أي: قالت لهم رسلهم { أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: خالق السماوات والأرض أنه لا إله غيره. وهو على الاستفهام. أي: إنه ليس في شك أنه خالق السماوات والأرض وأنه لا إله غيره. فأنتم تقرون أنه خالق السموات والأرض فكيف تعبدون غيره؟.
قوله: { يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ } أي: إن آمنتم. { وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي: إلى آجالهم بغير عذاب إن آمنوا، فلا يكون موتهم بالعذاب.
{ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } أي: لا يوحى إليكم { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا } يعنون الأوثان { فأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: بحجة بينة.
{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } أي: بالنبوة فيوحي إليه. { وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ } أي: بحجة { إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ } أي: إلا بأمر الله { وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ }.
{ وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } أي: سبل الهدى { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا ءَاذَيْتُمُونَا } يعنون قولهم للأنبياء: إنكم سحرة، وإنكم كاذبون.
قال الله: { وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ }.
قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ } أي: الذين أرسلوا إليهم { لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } وهذا حيث أذن الله للرسل فدعوا عليهم فاستجاب لهم.
{ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ } أي: من بعد إهلاكهم. قال [بعضهم] وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة.
{ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }. والمقام في تفسير الحسن المقام بين يدي الله للحساب. وفي تفسير مجاهد: من خاف الله أنه قائم عليه بعمله. قال: مثل قوله:{ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [الرعد:33].