الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

قوله: { وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ } أي: بسطها. وبسطها ودحاها واحد.

وفي تفسير الحسن: إن بدء خلق الأرض كان في موضع بيت المقدس. قال الله لها انبسطي أنت كذا، وانبسطي أنت كذا، وانبسطي أنت كذا. وفي تفسير عطاء إن الأرض دحيت دحوا من تحت الكعبة. وقال مجاهد: كان البيت قبل الأرض بألفي سنة ومدّت الأرض من تحته. وقال بعضهم: من مكة دحيت الأرض.

قوله: { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } يعني الجبال { وَأَنْهَاراً وَمِن كُلَّ الثَّمَرَاتِ } قال بعضهم: أهبط الله من الجنة ثلاثين ثمرة؛ عشرة يؤكل داخلها ولا يؤكل خارجها، وعشرة يؤكل خارجها ولا يؤكل داخلها، وعشرة يؤكل داخلها وخارجها.

قوله: { جَعَلَ فِيهَا } أي: خلق { زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } أي: من كل لونين اثنين من كل ما خلق الله من النبات. والواحد زوج.

قوله: { يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ } أي: يُلبس الليل النهار. وقال الحسن: فيذهبه. وهو كقوله:يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى الَّيْلِ } [الزمر:5] يعني أحدهما يذهب الآخر. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } وهم المؤمنون.

قوله: { وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ }. قال مجاهد: هي الأرض العَذِبَة الطيّبة تكون مجاورة أرضاً سَبِخة مالحة. وقال بعضهم: قرى متجاورات قريب بعضها من بعض.

قال: { وَجَنَّاتٌ مِّنْ أعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ } ذكروا أن البراء بن عازب قال: إذا كان أصل النخلات واحداً فهو صنوان، وغير صنوان إذا كانت النخلات مفترقات.

قوله: { يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ } قال مجاهد: بماء السماء. وقال بعضهم: وكل ماء عذب فهو من السماء. قال الله:أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ } [الزمر:21] والينابيع العيون تنبع.

ذكروا أن أبا مسعود رحمه الله قال: كل النخل قد نبت من مستنقع الماء الأول إلا العجوة فإنها من الجنة.

قوله: { وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ } قال مجاهد: أي: بعضها أطيب من بعض. [وقال: هذا مثل لبني آدم صالحهم وخبيثهم وأبوهم واحد] { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } أي: فيعلمون أن الذي صنع هذا قادر على أن يحيي الموتى.