قوله: { الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم } أي: تسكن قلوبهم { بِذِكْرِ اللهِ } قال الحسن: بوعد الله الذي وعدهم من الجنة. قال: { أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ } أي: بوعد الله { تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ } كقوله:{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر:27-30]. وقال بعضهم: { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ } أي: هشّت قلوبهم إلى ذكر الله فاستأنست به. قوله: { الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ } ذكروا عن ابن عباس أنه قال: طوبى شَجرة في الجنة. وقال بعضهم: طوبى: الجنة. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " طوبى شجرة في الجنة لو سار الراكب المجِدّ في ظلها مائة عام ما خرج من ظلها " [وقال بعضهم]:ولو أن غراباً طار من أصلها لم يبلغ فرعها حتى يبيض شيباً. ولو أن أمة من الأمم كانت تحت ورقة من ورقها لأظلتهم. ذكروا عن بعضهم قال: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى، يسير في ظلها الراكب مائة عام لا يقطعها، زهرها رياط، وورقها برود، وبطحاؤها الياقوت، وكثبانها عنبر، وترابها كافور، من أصلها تنبع أنهار الجنة: الماء والخمر والعسل واللبن. وهي مجلس من مجالس أهل الجنة ومُحَدَّثهم. وقال بعضهم: طوبى شجرة في الجنة، أصلها في دار محمد صلى الله عليه وسلم، وليس في الجنة دار ولا غرفة إلا وغصن منها في تلك الدار. قوله: { وَحُسْنُ مَئَابٍ } أي: وحسن مرجع. أي: صاروا إلى الجنة ونعيمها مثل قوله:{ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ المَئَابِ } [آل عمران:14]. وقال مجاهد ": وحسن مآب، أي: الجنة.