الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ } * { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } * { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ }

قوله: { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ } أي: القرآن الحق، { كَمَنْ هُوَ أَعْمَى } أي: عنه. يعني به الكافر، وهو على الاستفهام. يقول: فهل يستوي هذا المؤمن وهذا الكافر؟ أي: إنهما لا يستويان. { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } أي: أولو العقول، وهم المؤمنون.

{ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلاَ يَنقُضُونَ المِيثَاقَ } أي: الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم حيث قال:أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } [الأعراف:172]. يقول: أوفوا بذلك الميثاق، يعني المؤمنون الذين آمنوا بمحمد عليه السلام.

وقال بعضهم: هو ميثاق الله الذي أخذه على جميع المؤمنين إذ كلّفهم طاعته. فـقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } [البقرة:285]. وهذا الميثاق لكل من وجب عليه التكليف من البالغين الأصحاء.

قوله: { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ }. ذكروا عن ابن عباس أنه قال:الذي أمر الله به أن يوصل هو أن يؤمن بالنبيين كلِّهم لا يفرق بين أحد منهم. وقال بعضهم: ما أمر الله به أن يوصل من القرابة.

قوله: { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }. ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله:فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } [الانشقاق:8] فقال: " ذلِكِ العرض، ولكن من نوقش الحساب عذب ".

قال: { وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ } ، أي: الصلوات الخمس، وحافظوا على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها يراه حقاً لله عليه حرُم على النار "

قوله: { وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } يعني الزكاة المفروضة في تفسير الحسن. { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً }. يستحب أن تعطى الزكاة علانية والتطوع سراً. قال { وَيَدْرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } يقول: يعفون عن السيئة إذا أسيء إليهم، ولا يكافؤونَ صاحبها. فالعفو عنهم حسنة.

{ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } أي: دار الآخرة. والعقبى الثواب، وهو الجنة.

ذكروا أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي جاراً يسيء مجاورتي، أفأفعل به كما يفعل بي؟ قال " لا، إن اليد العليا خير من اليد السفلى "