قوله: { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } يخاف أذاه [ومعرته] والنصب فيه، وطمعاً للمقيم يرجوا منفعته وبركته ويطمع في رزق الله. وبعضهم يقول: خوفاً من البَرَدْ أن يهلك الزرع، وطمعاً في المطر أن يُنتَفَع به في الزرع. وتفسير الحسن: خوفاً: يخيف به عباده لما فيه من الخوف والصواعق، وطمعاً يرجون به المطر. وقال: والبرق ضوء خلقه الله عَلَماً للمطر. قوله: { وَيُنشِىءُ السَّحَابَ الثَّقَالَ } قال مجاهد: هي التي فيها الماء. وهو مثل قوله:{ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً } [الأعراف:57]. قوله: { وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } أي: والملائكة أيضاً يسبّحون بحمده من خيفته. قال بعضهم: والرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح. وكان بعض الصحابة إذا سمع الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. وقال الكلبي: هو ملك اسمه الرعد، والصوت الذي يسمع هو تسبيحه، يؤلف به السحاب بعضَه إلى بعض، ثم يسوقه حيث أمر. وبعضهم يقول: كما يسوق الحادي الإِبل. ذكرواعن عبدالله بن عمر قال: ليس شيء أشد سياقاً من السحاب. ذكروا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: البرق مخاريق الملائكة. ذكروا عن ابن عباس أنه كتب إلى أبي الجلد يسأله عن البرق، فكتب إليه أن البرق ماء. وقال بعضهم: إن البرق لمحة يلمحها الملك إلى الأرض، وهو الملك الذي يزجر السحاب. وذكر بعضهم قال: من سمع الرعد فقال: سبحان ربي وبحمده لم تصبه صاعقة. قوله: { وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَّشَاءُ }. ذكروا عن الحسن أن الملك يزجر السحاب بسوط من نار، وربما انقطع السوط، وهو الصاعقة. قوله: { وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ } أي: المشركون يجادلون نبي الله، أي: يخاصمونه في عبادتهم الأوثانَ دون الله { وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ }. ذكروا أن رجلاً أنكر القرآن وكَذَّب بالنبي عليه السلام، فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته، فأنزل الله: { وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَّشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ }. قال بعضهم: المِحال: القوة والحيلة. وقال مجاهد: شديد القوى. وقال الحسن: شديد النقمة. وقال الكلبي: شديد الجدال.