الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }

قوله: { وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا } يعني قوله: { لاَ تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ }.

قوله: { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } قال الحسن: لما آتاه الله من النبوة. وقال بعضهم: لعالم لما علمناه. { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } وهم المشركون، وهم أكثر الناس. قال: فأرسل معهم أخاهم.

قوله: { وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } أي: ضمَّه إليه { قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ } قال مجاهد: فلا تحزن { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } يعني إخوته. وقال الحسن: يقول: لا تغتمَّ بما كان من أمرك وأمر إخوتك.

قال: { فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } يعني ميرتهم التي جاءوا لها، ووفّى لهم الكيل، وقضى حاجتهم { جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } والسقاية إناء الملك الذي كان يُسقى فيه، وهو الصواع، والصواع الإِناء الذي كان يشرب فيه؛ جعله في متاع أخيه.

وخرج إخوة يوسف، وأخوهم معهم، من عنده وساروا معه، فاتبعهم مناد { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ } أي: ثم نادى منادٍ { أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }.