الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ٱئْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ } * { قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ } * { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ إِذَا ٱنْقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

قوله: { وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ } أي: أرض مصر { يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ } [أي: ينزل منها حيث يشاء] وإنما كان ذلك لتمكين الله له وعطيته إياه. { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ } يعني النبوة. { وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ }.

قال: { وَلأَجْرُ الأَخِرَةِ } أي: الجنة { خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } يعني ما يعطي الله في الآخرة أولياءَه خير من الدنيا.

قوله: { وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ } أي: من أبيه { فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } فأكرمهم وأنزلهم.

{ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } أي: من الميرة { قَالَ ائتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ } يعني أخاه، وكان أصغرهم كلّهم. قال بعضهم: هو بنيامين، وهو أخو يوسف من أبيه وأمه.

قال: { أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيَ أُوفِي الكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ المُنزِلِينَ } أي: خير المضيفين، أي: خير من يضيف بمصر. وقد رأوا ذلك؛ إنه قد أحسن نزلهم وأكرمهم [لما] عرف أنهم إخوته ولم يعرفوه. قال: { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلاَ تَقْرَبُونَ } يعني إذا رجعوا.

{ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ } أي: ليرسله معنا { وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ }.

{ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ } يعني غلمانه { اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ } أي: دراهمهم في متاعهم { لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }. أي: لكي يرجعوا إليّ. يقول: هو أحرى أن يرجعوا إذا رُدت عليهم بضاعتهم.