الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } * { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }

قوله: { وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ } أي: سبع بقرات عجاف { وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ } أي: ورأيت سبع سنبلات { خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } أي: وسبعا يابسات { يَاأَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيَٰىَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ }.

{ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي: أخلاط أحلام. وقال الحسن: ألوان أحلام. وقال بعضهم: فعل أحلام، وقال الأضغاث الأَحْلاَمِ الكاذبة. { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }.

{ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا } أي: من المسجونين، وهو الساقي { وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } يقول: ادَّكر بعد حين، في تفسير مجاهد. وقال الكلبي: بعد سبع سنين. وقال بعضهم، { بَعْدَ أُمَّةٍ } أي: بعد سنين.

وذكر عكرمة أن ابن عباس كان يقرأها: { بَعْدَ أُمَّهٍ } أي: بعد نسيان.

{ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ }. وفيها إضمار، وإضمارها. [فأرسله الملك، فأتى يوسف في السجن فقال: { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ } يعني الصادق.

وقال بعضهم: أيها الرجل الصالح { أفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمَانٍ } أي: أخبرنا عن سبع بقرات سمان { يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيِ أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }.

فأجابه يوسف فقال: أما السبع البقرات السمان والسبع السنبلات الخضر فهي سبع سنين تخصِب. وأما السبع البقرات العجاف والسنبلات اليابسات فهي سبع سنين مجدبة يابسات. قال: يا يوسف، ثم ماذا بعد ذلك؟ قال: { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }. هذا في تفسير الكلبي.

وقوله: { فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ } ، أي: أهل مصر يغاثون بالمطر. { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } أي: العنب والزيتون في تفسير بعضهم. قال: وهذا علم أتاه الله علمه لم يسأل عنه.