الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } * { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } قال: { وَمَا تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ } أي: على القرآن { مِنْ أَجْرٍ } فيكونون إنما حملهم على تركه الغرم. وقال في آية أخرى:قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } [الأنعام:90] قوله: { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } يذكرون به الجنة والنار.

قوله: { وَكَأَيِّن مِّنْ ءَايَةٍ } أي: وكم من آية ودليل { فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } أي: يرونها { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } يعني بآيات السماوات الشمس والقمر والنجوم، وبالآيات التي في الأرض ما خلق الله فيها وآثار من أهلك الله من الأمم السالفة. يقول: لا يتعظون بالآيات.

قوله: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } وهي مثل قوله:وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ } [الزخرف:87]: قال بعضهم: إيمانهم أنك لا تَسأل أحداً إلا أنبأك أَنَّ الله ربُّه، وهو في ذلك مشرك في عبادته.

قوله: { أَفَأَمِنُوا } يعني المشركين { أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللهِ } على الاستفهام، أي: غاشية تغشاهم من عذاب الله، وهم آمنون من ذلك غافلون. أي: إنهم ليسوا بآمنين أن يأتيهم ذلك في تفسير الحسن. وقال غيره: { غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللهِ } ، أي: عقوبة من عذاب الله، { أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً } أي تبغتهم فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي: وهم غافلون. يعني الذين تقوم عليهم الساعة بالعذاب.

قوله: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِيَ } أي: طريقي، وهو الهدى { أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } [أي: على يقين] { أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } أي: أنا على الهدى ومن اتبعني على بصيرة، أي: على الهدى الذي أتانا من ربنا { وَسُبْحَانَ اللهِ } أمره أن ينزِّه الله عما قال المشركون. { وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ }.

قوله: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ القُرَى }. قال الحسن: لم يبعث الله نبياً من أهل البادية، ولا من النساء، ولا من الجن. قال: لأن أهل القرى كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فضيلة أهل المدائن على أهل القرى كفضيلة الرجال على النساء، وفضيلة أهل القرى على أهل العمود كفضيلة الرجال على النساء، وأهل الكفور كأهل القبور. فقيل ما الكفور؟ قال:البيت بعد البيت "

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ثلاثة يكونون في قرية أو بدو ولا يجمعون للصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان. وإنما يأخذ الذيب من الغنم القاصية "

ذكروا عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشيطان ذئب الإِنسان كذئب الغنم، يأتي الشاذة والقاصية والناحية. عليكم بالمساجد والجماعة والعامة، وإياكم والشعاب "


السابقالتالي
2