الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } * { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } * { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } * { وَيٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَٰمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَٰذِبٌ وَٱرْتَقِبُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ }

{ وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي } أي: لا يحملنكم فراقي { أَن يُصِيبَكُم } قال الحسن: بكفركم { مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } أي: أن ينزل بكم من عذاب الله مثل ما نزل بهم.

{ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ } لمن استغفره وتاب إليه { وَدُودٌ } أي: يود أهل طاعته. وقال الحسن: يتودَّدُ إلى خلقه.

{ قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } [أي: لا نقبل ما تقول، وقد فهموه وقامت بينهم به الحجة] { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } أي: مصاب البصر؛ كان أعمى. { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ } أي: بالحجارة فقتلناك بها. { وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } وكان من أشرافهم.

{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللهِ } على الاستفهام { وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } قال مجاهد: فضلاً. وقال غيره: أعززتم قومكم وأظهرتم بربكم، يعني أنكم جعلتموه منكم بظهر.

{ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أي: خبير بأعمالكم. كقوله:وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً } [الكهف:91] وكقوله:أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } [الطلاق:12].

قوله: { وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على ناحيتكم، أي: على الكفر. وهذا وعيد { إِنِّي عَامِلٌ }. على ناحيتي، أي: على ديني { سَوْفَ تَعْلَمُونَ } وليس يأمرهم أن يثبتوا على دينهم، ولكن يخوفهم أنهم إن ثبتوا على دينهم جاءهم العذاب.

قال: { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } أي: في الدنيا قبل عذاب الآخرة. { وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ } أي: سيعلمون إذا جاءهم العذاب من الكاذب. { وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ } كقوله:فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ } [الأعراف:71].