الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } * { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ }

قوله: { وَإِلَى مَدْيَنَ } أي وأرسلنا إلى مدين، تبعاً للكلام الأول { أَخَاهُمْ شُعَيْباً } هو أخوهم في النسب، وليس بأخيهم في الدين.

{ قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ } أي بخير من الله في السعة والرزق. وقال بعضهم: رأي عليهم يسراً من يسر الدنيا، وكانوا أصحاب تطفيف في الكيل ونقصان في الميزان. { وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } أي: يحيط بكم عذاب الله في الدنيا قبل عذاب الآخرة.

{ وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } أي: بالعدل { وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } أي: ولا تنقصوا الناس حقهم الذي لهم. وقال بعضهم: ولا تظلموا، وهو واحد.

قوله: { وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } أي: ولا تسيروا في الأرض مفسدين. وقال الحسن: ولا تكونوا في الأرض مفسدين.

قوله: { بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَّكُمْ } قال بعضهم: حظكم من ربكم خير لكم، يعني الجنة. { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي: إن آمنتم.

بعضهم: ما أبقى الله لكم من أموالكم الحلال هو خير لكم مما تبخسون الناس. وقال مجاهد: بقيت الله: طاعة الله.

قوله: { وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ } أي: أحفظ أعمالكم عليكم حتى أجازيكم بها.