الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } * { قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ }

قوله: { وَإِلَى ثَمُودَ } يقول: وأرسلنا إلى ثمود { أَخَاهُمْ صَالِحاً } على الكلام الأول في عاد. { قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ } أي مبتدأ خلقكم من آدم، وخلق آدم من طين، فهو خلقكم من الأرض { وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } قال مجاهد: أعمركم فيها. وقال الحسن: جعلكم عمار الأرض، وهو واحد. كقوله:وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ } [الأعراف:129] أي: بعد الماضين: { فَاسْتَغْفِرُوهُ } أي: من الشرك { ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } منه { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } أي: قريب ممن دعاه، مجيب لمن دعاه.

ذكروا أن موسى عليه السلام قال: يا رب، أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك، فأوحى الله إليه: أني عند ظن عبدي، وأنا معه إذا دعاني.

{ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا } أي كنا نرجو ألا تشتم آلهتنا ولا تعبد غيرها. { أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } أي: من الريبة.

{ قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } أي: على أمر بيّن، أي من النبوة { وَءَاتَانِي } وأعطاني { مِنْهُ رَحْمَةً } أي: النبوة { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } فيمنعني منه، أي لا أحد. { فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } يعني إن أجبتكم إلى ما تدعونني إليه لم أزدد به إلا خسراناً.