الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِيۤ أَكُن مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }

{ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الخَاسِرِينَ } أي: في العقوبة.

{ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا } [يعني بسلامة من الغرق] { وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ } يعني نسول من كان معه في السفينة { وَأُمَمٌ } من نسول من كان معه في السفينة { سَنُمَتِّعُهُمْ } أي: في الدنيا { ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }.

ذكروا أن عبد الله بن مسعود قال: ذنب ابن آدم دخل على الجعل في جحره فأسرى في ساعة ثم قال ومن غرق قوم نوح.

وبلغنا عن ابن عباس أنه قال: القوس الذي كان في السماء أمان للأرض من الغرق يوم أهلك قوم نوح. وقال ابن عباس: لا تقولوا قوس قزح، فإن القزح الشيطان، وقولوا القوس، وذكروا عن ابن مسعود مثل ذلك.

قوله: { تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ } يقول للنبي عليه السلام حين انقضت قصة نوح: ذلك من أخبار الغيب، يعني ما قصَّه عليه { مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ } يعني قريشاً { مِن قَبْلِ هَذَا } أي: من قبل هذا القرآن { فَاصْبِرْ } أي: على قولهم أنك مجنون، وإنك ساحر، وإنك شاعر، وإنك كاذب، وإنك كاهن. { إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } والعاقبة الجنة.