قوله: { إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } يقول: فيعذبكم في الآخرة إن لم تؤمنوا في الدنيا لقدرته عليكم، فيعذبكم بكفركم. قوله: { أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } أي: ما هم عليه من الكفر. وقال مجاهد: ثنيُهم صدورَهم شكٌّ وامتراء. قال: { لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ } أي: من الله إن استطاعوا، ولن يستطيعوا. وقال الحسن: ليستخفوا منه بذلك، يظنون أن الله لا يعلم الذي استخفوا منه. قال: { أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } أي: ما يظهرون من الكفر. وقال بعضهم: هم المنافقون يثنون صدورهم بما هم عليه من الكفر، وهو ما يسرّون، أي: من ترك الوفاء بما أَقرُّوا به من الأعمال التي لم يُوَفّوا بها، وما يعلنون أي: ما يظهرون من الإِيمان للنبي والمؤمنين. قال: { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما تخفي الصدور. وقال بعضهم: { يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } يقنعون رؤوسهم، ويحنون صدوركم لكي لا يسمعوا كلام النبي عليه السلام؛ فكانوا يحنون صدورهم لكي لا يسمعوا كتاب الله ولا ذكره. وقال بعضهم: { أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } وذلك أخفى ما يكون فيه ابن آدم إذا حنى صدره واستغشى ثوبه، وأهمّ همّا في نفسه، فإن الله لا يخفى ذلك عليه.