الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }

{ أُوْلَئِكَ } يعني المشركين { الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الأَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي: من حسنات الآخرة لأنهم جوزوا بها في الدنيا.

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر "

ذكروا عن الحسن قال: قيل يا رسول الله: هذا المؤمن المعروف إيمانه شدد عليه عند الموت، وهذا الكافر المعروف كفره يهوَّن عليه عند الموت. قال: " سأخبركم عن ذلك. إن المؤمن يكون قد عمل السيئة فشدد عليه عند الموت ليكون بها، وإن الكافر يكون قد عمل الحسنة فيهون عليه عند الموت ليكون بها "

قوله: { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } أي: على بيان ويقين. قال بعضهم: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم: { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ }. قال الحسن: شاهد منه لسانه. يعني النبي عليه السلام. وفي تفسير الكلبي: { شَاهِدٌ مِّنْهُ }: جبريل، أي: شاهد من الله.

قال: { وَمِن قَبْلِهِ } قال الكلبي: ومن قبل القرآن { كِتَابُ مُوسَى } أي: التوراة { إِمّاماً وَرَحْمَةً } يقول: تلا جبريل على موسى التوراة إماماً ورحمة.

وقال ابن عباس: { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } قال: هو المؤمن. { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } أي: من أهل الكتاب. قال: { وَمِن قَبْلِهِ } أي من قبل القرآن { كِتَابُ مُوسَى } أي التوراة { إِمَاماً } أي يأتم به من قبله وعمل به، { وَرَحْمَةً } له.

قوله: { أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يعني المؤمنين يؤمنون بالقرآن والتوراة والإِنجيل.

{ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ } أي: بالقرآن { مِنَ الأَحْزَابِ } أي: من اليهود والنصارى. قال الله: { فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } أي: في شك منه. يقول للنبي عليه السلام: ومن يكفر به فالنار موعده { إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }.

قال: { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } هل يستوى هو ومن كفر يكفر بالقرآن والتوراة والإِنجيل؛ إنهما لا يستويان عند الله.