قوله: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } أي: افترى محمد هذا القرآن، على الاستفهام، يقول: قد قالوا ذلك. قال: { قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ } أي: مثل هذا القرآن { مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ } أي: من هذه الأوثان التي تعبدون من دون الله { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }. قال: { فَإِ لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ } فيأتوا بعشر سور مثله، ولن يفعلوا، يعني الأوثان. { فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ } أي: القرآن { بِعِلْمِ اللهِ } أي: من عند الله { وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }. يقول: قل لهم فهل أنتم مسلمون. وهو كقوله:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحَي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء:25]. قوله: { مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا } يعني المشرك الذي لا يؤمن بالآخرة { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ } [أي جزاء حسناتهم] { فِيهَا } أي: في الدنيا. { وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } أي في الدنيا لا يبخسون، أي: لا يظلمون، لا يُنقصون حسناتهم التي عملوها في الدنيا. يُجَازَوْنَ بِهَا في الدنيا.