الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ } * { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

قوله: { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً } والإِنسان ها هنا المشرك، والرحمة في هذا الموضع الصحة والسعة في الرزق.

قال: { ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ } أي من رحمة الله أن تصل إليه فيصيبه رخاء بعد شدة { كَفُورٌ } أي: لنعمة الله.

قال: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ } فعافيناه من تلك الضراء. والضرّاء: المرض واللاواء، وهي الشدائد { لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي } أي: بعد إذ نزلت به { إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } أي ليست له حسبة عند ضراء، ولا شكر عند سراء. { فَرِحٌ } أي بالدنيا، مثل قوله:وَفَرِحُوا بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الرعد:26] وهم أهل الشرك.

ثم استثنى الله أهل الإِيمان فقال: { إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا } أي: على هذه اللاواء والشدائد { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي: إنهم لا يفعلون ذلك الذي وصف من فعل المشركين. { أُوْلَئِكَ } الذين هذه صفتهم { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي: لذنوبهم { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } أي: الجنة.

قوله: { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ } يعني النبي عليه السلام، حتى لا تبلّغ عن الله الرسالة مخافة قومك { وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا } أي: بأن يقولوا: { لَوْلاَ } أي: هلا { أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ } أي: مال فإنه فقير ليس له شيء { أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ } فيخبرنا أنه رسول الله فنؤمن به.

وقوله: { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ } على الاستفهام، أي: لست بتارك ذلك حتى تبلغ عن الله الرسالة.

{ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ } أي: تنذرهم عذاب الله في الدنيا والآخرة إن لم يؤمنوا { وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } أي: حفيظ لأعمالهم حتى يجازيهم بها.