الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } * { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } * { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }

تفسير سورة هود

وهي مكية كلها

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله: { الۤر } قد فسّرناه في أول سورة يونس.

قوله: { كِتَابٌ } [أي: هذا كتاب]، يعني القرآن { أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ } أي: بالأمر والنهي. { ثُمَّ فُصِّلَتْ }. قال مجاهد: ثم فسّرت.

وقال الحسن: ثم فسِّرت، بُيِّن فيها الحدود والأحكام. وقال بعضهم: فصّلها فبيّن فيها حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته.

{ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ } أي: من عند حكيم، وهو الله تبارك وتعالى، أحكمه بعلمه { خَبِيرٍ } أي: بأعمال العباد.

قوله: { أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ } يقول للنبي عليه السلام: قل لهم ألا تعبدوا إلا الله { إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ } يحذِّركم عقابه، أي النار إن لم تؤمنوا { وَبَشِيرٌ } أي يبشر بالجنة من أطاعه وآمن به.

قوله: { وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ } أي: من الشرك { ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } منه { يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً } والمتاع معايشهم. { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } أي: إلى الموت، ولا يهلككم بالعذاب إن آمنتم. يقول: أنتم في ذلك المتاع إلى الموت.

قوله: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } أي: على قدر ما عمل واحتسب. كقوله:وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا } [الأنعام:132].

وبلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من عمل حسنة كتبت له عشر حسنات، ومن عمل سيئة واحدة كتبت عليه واحدة، فإن عوقب بالسيئة في الدنيا بقيت له العشر حسنات، فإن حُوسِبَ بها في الآخرة بقيت له تسع حسنات.

وقال مجاهد: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } في الآخرة.

قال: { وَإِن تَوَلَّوْا } أي: عن هذا القرآن فيكذبوا به. { فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } يحذرهم عذاب الله في الآخرة، ولم يبعث الله نبياً إلا حذر أمته عذاب الدنيا وعذاب الآخرة إن لم يؤمنوا.