الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } * { قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }

قوله: { فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ } أي: في السفينة: وكان مع نوح في السفينة أمرأته وثلاثة بنين له: سام وحام ويافث ونساؤهم، فجميعهم ثمانية. { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ } أي: بعد الهالكين يخلفون في الأرض بعدهم. { وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنذَرِينَ } أي: الذين أنذرهم نوح كان عاقبتهم أن عذبهم الله ثم صَيَّرَهم إلى النار.

قال: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ } أي: من بعد نوح { رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالبَيِّنَاتِ } أي: من عند الله { فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ } أي: من قبل أن يأتيهم العذاب. { كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ المُعْتَدِينَ } أي: المشركين بشركهم.

قوله: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ } يعني: قومه { بِآيَاتِنَا } أي: التسع الآيات: يده وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، قال تعالى:وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ } [الأعراف: 130]. قال: { فَاسْتَكْبَرُوا } أي: عن إجابة الرسل { وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين.

قوله: { فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ مِنْ عِندِنَا } [يعني اليد والعصا] { قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ }.

{ قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا } قال الله: { وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ }.

قوله: { قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا } أي: لتأفكنا، أي: لتصدنا ولتحولنا { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا } أي: إنا وجدناهم عبدة أوثان، فنحن على دينهم، وأنت تريد أن تحوّلنا عن ذلك { وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ } أي: وتريد أن يكون لك ولهارون الملك والطاعة { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } أي: بمصدّقين.