الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } * { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }

{ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ } ذكر بعضهم قال: فضل الله الإِسلام، ورحمته القرآن.

قوله: { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } إن كانوا فرحين. قال الحسن: فبذلك فليفرحوا. { هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي: في الدنيا. وبعضهم يقرأها: { فَلْيَفْرَحُوا } يعني المؤمنين. { هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي: مما يجمع الكفار.

قوله: { قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } يعني مشركي العرب. وإنما أرزاق العباد من المطر؛ به ينبت زرعهم، وتعيش ماشيتهم { فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } أي: ما حرموا من الأنعام من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وما حرَّموا من زروعهم؛ وهو قوله:وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا: هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا } [الأنعام:136] أي: لأوثاننا التي كانوا يعبدونها من دون الله.

قال: الله لمحمد عليه السلام: { قُلْ ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ } يعني أمركم بما صنعتم من ذلك { أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ } وهو على الاستفهام، أي: إنه لم يفعل ذلك.

ثم أوعدهم على ذلك فقال: { وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ يَوْمَ القِيَامَةِ } وهو على الاستفهام، يقول: ظنهم أن الله سيعذبهم، وظنهم ذلك في الآخرة يقين منهم. وقد كانوا في الدنيا لا يقرون بالبعث، فلما صاروا إلى الله علموا أن الله سيعذبهم.

ثم قال: { إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } أي: بما أنعم عليهم وبما أرسل إليهم الرسل { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } أي: لا يؤمنون.

قوله: { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ } يعني النبي عليه السلام، أي: في شأن من حوائجك في الدنيا { وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِن قُرْءَانٍ } يعني النبي عليه السلام { وَلاَ تَعْمَلُونَ } يعني العامة { مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً } أي: بذلك { إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } أي: في ذلك العمل أجمع { وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ } أي: وما يضل عن ربك، وبعضهم يقول: وما يغيب عن ربك { مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } أي: وزن ذرة. { فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ } أي: حتى لا يعلمه ولا يعلم موضعه { وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } أي: بيّن عند الله. يحذر الله العباد ويخبرهم أنه شاهد لأعمالهم.