الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }

قوله: { وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } أي: ومن المشركين من يؤمن بالقرآن، ومنهم من لا يؤمن به { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالمُفْسِدِينَ } أي: المشركين.

قوله: { وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ } أي: ليس عليكم من عملي شيء، وليس عليّ من عملكم شيء. { أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُوْنَ }.

قوله: { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } وإنما صارت يستمعون لأنهم جماعة. { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ } أي: عن الهدى { وَلَوْ كَانُوا لاَ يَعْقِلُونَ } أي: لا تسمعهم أنت، وهذا سمع قبول. كقوله:إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص:56].

قوله: { وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } وهذا على الواحد، لا على الجماعة. [أي: ومنهم من يقبل عليك بالنظر ] { أَفَأَنتَ تَهْدِي العُمْىَ } [يعني عمى القلب] { وَلَوْ كَانُوا لاَ يُبْصِرُونَ } هي مثل الأولى. واستماعهم ونظرهم كقوله:وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [الأعراف:198] أي: الهدى. وكقوله:وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً } [البقرة:171] أي: مثل الغنم إذا صاح بها الراعي فسمعت فرفعت رءوسها، ثم وضعت رؤوسها لا تدري لم صاح بها. فكذلك هم لا يسمعون بقلوبهم إلا ما سمعت آذانهم: أي: لا يقبلونه.

قوله: { إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }. أي: يضرّون. وقال الحسن: ينقصون، أي: بمعصيتهم.

قوله: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأن لَّمْ يَلْبَثُوا } أي: في الدنيا { إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ } أي: في طول ما هم لابثون في النار.

قوله: { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة مواطن لا يعرف فيهن أحد أحداً: عند الميزان، حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الكتب، حتى يعلم أبيمينه يأخذ كتابه أم بشماله، وعند الصراط، حتى يعلم أيجوز الصراط أم لا يجوز " وقال في آية أخرى:وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } [المعارج:10]. وهي مواطن؛ فمنها ما يتعارفون فيها، ومنها ما لا يتعارفون فيها. وهذا قول الحسن.

قوله: { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ } أي: الذين كذبوا بالبعث، خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار. { وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } أي: لو كانوا مهتدين ما خسروا أنفسهم.