قوله: { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } أي نحشر المشركين من قبورهم وما كانوا يعبدون من دون الله جميعاً. { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ } يعني الأوثان التي عبدها المشركون في الدنيا. قال الحسن: إن الله يحشر الأوثان المعبودة في الدنيا بأعيانها، فتخاصم عُبَّادها الذين عبدوها في الدنيا. قال: { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } أي بالمسألة؛ فسألنا المشركين على حدة، والأوثان على حدة. { وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم } يعني الأوثان تقول للمشركين { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ }. أي ما كانت عبادتكم إيانا دعاء منا لكم، وإنما كان دعاكم إلى عبادتنا الشيطانُ. وهو كقوله: { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } يعني الصابين ومن عبد الملائكة { وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني الملائكة { فَيَقُولُ } للملائكة { ءَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ } على الاستفهام، وهو أعلم بذلك، تعالى وتقدّس. { قَالُوا } أي الملائكة { سُبْحَانَكَ } ينزهون الله عن ذلك{ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ } [الفرقان:17-18] أي: ما كان ينبغي لنا أن نتولاهم على عبادتهم إيانا دونك، ولم نفعل ذلك. وبعضهم يقرأها: { مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ }. يقول: ما كان ينبغي لنا أن يتخذونا أولياء من دونك يعبدوننا. قوله: { فَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا } [أي لقد كنا] { عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } أي إنا لم نأمركم بذلك.