قوله: { وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلاَمِ } والسلام هو الله، وداره الجنة. ذكروا أن أبا الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما طلعت شمس إلا بُعِثَ بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان من على الأرض. إلا الثقلين الجن والإِنس: أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإنه ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. ولا غابت إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان من على الأرض إلا الثقلين: اللهم أعطِ كل منفق خلفاً، وكل ممسك تلفاً " وزاد بعضهم: { وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلاَمِ }. قوله: { وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي: إلى الجنة. قوله: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى } أي الجنة. { وَزِيَادَةٌ } يعني الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قوله: { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ } أي: ولا يغشى وجوههم { قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ } القتر: السواد، والذلة: الذل. { أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ } أي: أهل الجنة. { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي لا يخرجون منها ولا يموتون. قوله: { وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ } أي والذين عملوا السيئات. والسيئات ها هنا الشرك. { جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا } أي: جزاء الشرك النار. وهو مثل قوله: { وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ } أي الشرك:{ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا } [الأنعام:160] أي: النار. قوله: { وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } أي: وتغشاهم ذلة، أي: إنهم أذلاء. { مَّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ } أي: يعصمهم من عذاب الله. { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الَّيْلِ مُظْلِماً }. قال الحسن: لم يخلق الله شيئاً أشد سواداً من الليل. قال: { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الَّيْلِ مُظْلِماً } قطعة، ثم قطعة، ثم قطعة، الله أعلم كم ذلك بعضها فوق بعض، وهو أشد لسواد وجوههم. { أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ } أي: أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي لا يخرجون منها ولا يموتون.