الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ للَّهِ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ }

قوله: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً }. قال بعضهم: على الإِسلام ما بين آدم إلى نوح. وكان بينهم عشرة آباء.

وقال مجاهد: كان الناس أمة واحدة، وآدم وحده. وقال غيره: كان الناس أمة واحدة: آدم وحواء.

{ فَاخْتَلَفُوا } أي: حين قتل ابن آدم أخاه.

وقال الحسن: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } أهل ضلالات، إلا الخاصة من الناس. وذلك من وفاة آدم إلى مبعث نوح، فإن الأرض لم تخل من أن تكون فيها حجة. { فَاخْتَلَفُوا } أي حتى أتتهم الأنبياء، فآمن بعضهم وكفر بعضهم.

وقال مجاهد: فاختلفوا حِيْن قتل ابن آدم أخاه.

قوله: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ، تفسير الحسن أنه يعني المؤمنين والكافرين. لولا أن الله قضى ألا يحاسب بحساب الآخرة في الدنيا لحاسبهم في الدنيا بحساب الآخرة، فأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.

قوله: { وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ } أي هلا أنزل عليه { ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعنون الآيات التي كانت الأمم تسألها أنبياءها. فقال: { فَقُلْ إِنَّمَا الغَيْبُ لِلَّهِ } وهو كقولهإِنَّمَا الأَيَاتُ عِندَ اللهِ } [الأنعام:109] أي: إذا شاء أنزلها. { فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ } أي فستعلمون بمن ينزل عليه العذاب.