قوله: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً }. قال بعضهم: على الإِسلام ما بين آدم إلى نوح. وكان بينهم عشرة آباء. وقال مجاهد: كان الناس أمة واحدة، وآدم وحده. وقال غيره: كان الناس أمة واحدة: آدم وحواء. { فَاخْتَلَفُوا } أي: حين قتل ابن آدم أخاه. وقال الحسن: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } أهل ضلالات، إلا الخاصة من الناس. وذلك من وفاة آدم إلى مبعث نوح، فإن الأرض لم تخل من أن تكون فيها حجة. { فَاخْتَلَفُوا } أي حتى أتتهم الأنبياء، فآمن بعضهم وكفر بعضهم. وقال مجاهد: فاختلفوا حِيْن قتل ابن آدم أخاه. قوله: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ، تفسير الحسن أنه يعني المؤمنين والكافرين. لولا أن الله قضى ألا يحاسب بحساب الآخرة في الدنيا لحاسبهم في الدنيا بحساب الآخرة، فأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. قوله: { وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ } أي هلا أنزل عليه { ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعنون الآيات التي كانت الأمم تسألها أنبياءها. فقال: { فَقُلْ إِنَّمَا الغَيْبُ لِلَّهِ } وهو كقوله{ إِنَّمَا الأَيَاتُ عِندَ اللهِ } [الأنعام:109] أي: إذا شاء أنزلها. { فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ المُنتَظِرِينَ } أي فستعلمون بمن ينزل عليه العذاب.