قوله: { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ } يعني المرض. والإِنسان ها هنا المشرك. { دَعَانَا لِجَنبِهِ } أي: وهو مضطجع على جنبه { أَوْ قَاعِداً } يقول: أو دعانا قاعداً { أَوْ قَائِماً } قال: { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ } أي: مَرَّ معرضاً عن الله عزّ وجلّ الذي كشف عنه الضر. { كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ } ، أي: لنكشفه عنه. { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ } أي للمشركين { مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. قوله: { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ } يريد من أهلك من القرون السالفة { لَمَّا ظَلَمُوا } أي: لما أشركوا، وهذا ظلم شرك. { وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالبَيِّنَاتِ } فكذبوا رسلهم فأهلكهم الله. قوله: { وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا } [أخبر بعلمه فيهم]. ذكروا عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذا الحرف{ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [الأنبياء:95]. قال: وجب على قرية أهلكناها أنهم لم يكونوا ليؤمنوا. قوله: { كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } وهذا جرم شرك. يقول: كذلك نجزي القوم المشركين. يعني ما عذبهم به في الدنيا فأهلكهم حين كذبوا رسلهم ولهم في الآخرة النار.