الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

قوله: { دَعْوَاهُمْ فِيهَا } أي: قولهم فيها: أي في الجنة { سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ } أي سبحانك ربنا في تفسير الحسن. وكذلك قال غيره: ذلك قولهم فيها { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } أي يحيي بعضهم بعضاً بالسلام، وتحيتهم بالملائكة عن الله عزّ وجلّ بالسلام. والسلام اسم من أسماء الله، وهي تحية أهل الإِسلام في الدنيا. وقال الحسن: السلام اسم من أسماء الله الحسنى.

قوله: { وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } أي إن أول كلامهم التسبيح وآخره الحمد لله. قال الحسن: إن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما يُلهمون النفَس.

قوله: { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ } أي: فلو يجعل الله للناس ذلك الشر كاستعجاله بالخير { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } [وهو ما يدعو به الإِنسان على نفسه وولده وماله، ولو استجاب الله عزّ وجلّ له لأهلكه]. وقال مجاهد: لأمات الذي يدعو عليه، مثل قول الرجل لولده وماله: اللهم لا تبارك فيه والعنه.

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به، فإن أحدكم إذا مات انقطع عنه عمله، وإن أحدكم يزداد في أجله خيراً "

وقال في آية أخرى:خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ ءَايَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } [الأنبياء:37]. أي إن آدم خلق آخر ساعات النهار من يوم الجمعة بعدما خلق الله الخلق. فلما أحيا الله الروح في عينيه ورأسه ولم يبلغ أسفله قلا: ربّ استعجل بخلقي، قد غربت الشمس؛ فهو قوله: { خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ }.

قوله: { فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } يعني أهل الشرك { فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } قال الحسن: في كفرهم يتمادون. وقال غيره: في ضلالتهم يلعبون. قال: والضلالة والكفر واحد.