الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } * { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }

تفسير فاتحة الكتاب، وهي مكية كلها

[قوله: { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ]. ذكروا عن الحسن قال: هذان اسمان [ممنوعان] لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما: الله والرحمن. قال بعض أهل العلم: إن المشركين قالوا: أما الله فنعرفه، وأما الرحمن فلا نعرفه، فأنزل الله: { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ } ، يا محمد،هُوَ رَبِّي } [سورة الرعد: 30].

ذكروا عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله: أنا الرحمن. شققت الرحم من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته ".

ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نكتب باسمك اللهم [زماناً]، فلما نزلت:قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ } [الإِسراء:110] كتبنا: { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ } فلما نزلت:إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [سورة النمل:30] كتبنا { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }.

ذكروا عن سلمان الفارسي أنه قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]: " إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل رحمة منها طباقها السماوات والأرض، فأنزل الله منها رحمة واحدة، فبها تتراحم الخليقة حتى ترحمَ البهيمةُ بهيمتَها، والوالدة ولدها. فإذا كان يوم القيامة جاء بتلك التسع والتسعين رحمة، ونزع تلك الرحمة من قلوب الخليقة فأكملها مائة رَحمةٍ، ثم يضعها بينه وبين خلقه. فالخائب من خُيِّب من تلك المائة رحمة ".

ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لا يدخل الجنةَ إلا رحيم، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، يرحم الرجل نفسه ويرحم ولده، ويرحم أهله. قال:لا، حتى يرحم الناس جميعاً ".

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما يضع الله رحمته على كل رحيم ".

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " السبعُ المثاني فاتحةُ الكتاب " غير واحد من العلماء قال: السبع المثاني هي فاتحة الكتاب. وإنما سمّيت السبع المثاني لأنهن يثنّين في كل قراءة، يعني في كل ركعة.

ذكر أبو زيد قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة نمشي في بعض طرق المدينة، ويدي في يده، إذ مررنا برجل يتهجَّد من الليل، وهو يقرأ فاتحة الكتاب، فذهبت أكلم النبي عليه السلام، فأرسل يدي من يده وقال: صه، وجعل يستمع. فلما فرغ الرجل منها قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في القرآن مثلُها ".

ذكروا عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأُبيّ: " لأعلمَنَّك سورة ما في القرآن مثلُها، ولا في التوراة ولا في الإِنجيل ولا في الزبور مثلُها هي أعظم: هي فاتحة الكتاب ".


السابقالتالي
2