الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } * { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } * { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } * { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } * { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } * { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } * { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } * { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب }

{ أرأيت الذي ينهى } الآية نزلت في أبي جهل لما نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الصلاة وقال أبو جهل لقومه: يعفر محمد وجهه بين أظهركم، قالوا: نعم، قال لئن فعل ذلك لأطأنَّ عنقه، قالوا: هو ذلك يصلي، فانطلق ثم ارتد هارباً قالوا له: ما لك؟ قال: ان بيني وبينه خندقاً من نار فنزلت: { أرأيت الذي ينهى } { أرأيت إن كان على الهدى } { أو أمر بالتقوى } يريد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن كونه على الهدى والدعاء إلى التقوى يليق، وقيل: بل هو عام في كل مصلي { أرأيت } يا محمد { إن كذَّب } الله ورسوله { وتولّى } أعرض عن القبول ما يكون حاله في تكذيب المحق أليس قد أهلك نفسه { ألم يعلم بأن الله يرى } ما يأتي هذا المكذب { كلاَّ } ردعٌ وزجر لهذا المكذب { لئن لم ينته } أي يمتنع عن هذا الفعل { لنسفعاً بالناصية } لنجذبنه بناصيته إلى النار { كاذبة خاطئة } وصفها بالكذب والخطأ { فليدع ناديه } والنادي المجلس الذي يجتمعون فيه القوم والمراد أهل النادي، وروي أن أبا جهل مرّ برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ألم أنهك؟ فأغلظ له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أتهددني وأنا أكبر أهل الوادي نادياً؟ فنزلت: { فليدع ناديه سندع الزبانية } وهم ملائكة العذاب، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) " لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عنَّا " { كلا } ردع لأبي جهل { لا تطعه واسجد } أي أثبت على ما أنت عليه من عصيانه كقوله:فلا تطع المكذبين } [القلم: 8] لا تطعه دم على السجود يريد الصلاة { واقترب } وتقرب إلى ربك، وفي الحديث: " أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد ".