الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } * { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } * { وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا } * { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } * { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } * { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } * { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } * { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } * { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } * { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } * { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا } * { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا }

أقسم بالشمس لما فيها من الدلائل والنعمة، وقيل: فيه إضمار أي برب { الشمس وضحاها } قيل: ضحوها، وقيل: هو النهار { والليل إذا يغشاها } أي يغطي الشمس حين الغروب فيسترها عن أعين الناظرين وتظلم الأفاق ولا يجوز أن يرجع إلى النهار لأنه لا يؤنث { والسماء وما بناها } أي وبانيها يعني خلقها ورفعها وأمسكها، وقيل: زين بناءها { والأرض وما طحاها } أي ومن سطحها وبسطها { ونفس وما سوَّاها } تسويتها بأن عدَّل خلقها وأعضاءها، وقيل: { ونفس وما سوّاها } الله { والسماء وما بناها } الله، قيل: أقسم الله بالسماء ومن بناها والأرض ومن دحاها والنفس وما سواها { فألهمها فجورها وتقواها } أي بيَّن لها الخير والشر وعرَّفها الفجور والتقوى { قد أفلح } هذا جواب القسم وتقديره { لقد أفلح من زكَّاها } قيل: طهّرها بأعمال الطاعة وتجنب المعاصي، وقيل: زكّى نفسه بعمل صالح { وقد خاب } خسر { من دسّاها } أو دسى نفسه بالمعاصي، وقيل: قد أفلح من زكاها برفع الهمة وقد خاب من دساها بوضع الهمة، روي ذلك عن زيد بن علي (عليهما السلام) { كذّبت ثمود بطغواها } مجاوزتها للحدّ في العصيان { إذ انبعث } قام أشدها شقاوة قدار بن سالف عاقر الناقة وكان رجلاً أشعر أزرق قصيراً، ومعنى { أشقاها } أي أشقى تلك القبيلة لأنه لولا عقرها فا هلك نفسه وقبيله { فقال لهم رسول الله } صالح حين بلغه أنهم قصدوا عقرها: لا تفعلوا { ناقة الله } وإنما أضاف الناقة إلى الله لأنه خلقها من غير واسطة دلالة على توحيده ومعجزة لنبيّه { وسقياها } أي احذروا أن تمنعوا سقياها، أي نصيبها من الماء، وكان لها شرب ولهم شرب { فكذّبوه } أي كذبوا صالحاً فيما أوعدهم به { فعقروها } { فدمدم عليهم ربهم } ، قيل: دمَّهم وأهلكهم وأنزل بهم العذاب، وقيل: الدمدمة هي الصيحة الشديدة، وقيل: صاح بهم جبريل { بذنبهم } أي فعل بهم ذلك لأجل ذنبهم وهو تكذيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { فسوَّاها } قيل: سوّى الدمدمة عليهم وعمّهم بها، فـ { لا يخاف عقباها } قيل: لا يخاف الله تبعة الدمدمة أي بما فعل بهم ذلك ولم يخف جزاء وعاقبة أو في الهلاك ولا يخاف عقبى هلاكها.