الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } * { ٱلأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ أَلاۤ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء } " الآية نزلت في جد بن قيس، ومعتب بن قشير وأصحابهما من المنافقين، وكانوا ثمانين رجلاً فلما قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تبوك المدينة قال لأصحابه: " لا تجالسوهم ولا تواكلوهم " وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي، وقوله: { إنما السبيل } يعني الاثم والعقاب { على الذين يستأذنونك } يطلبون إذنك في التخلف عنك { وهم أغنياء } قادرون على الخروج للجهاد بالنفس والمال { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } قيل: مع النساء والصبيان { وطبع الله على قلوبهم } ، قيل: نكتة سوداء تقطع في قلب الكافر علامة له كما مرّ، وقيل: المراد التشبيه يعني أنه كالمطبوع، قوله تعالى: { يعتذرون اليكم } في التخلف { إذا رجعتم اليهم } الى المدينة { قل } يا محمد { لا تعتذروا } بالكذب والباطل { لن نؤمن لكم } أي لا نصدقكم { قد نبأنا الله من أخباركم } بذلك التخلف في هذه المعاذير { وسيرى الله عملكم ورسوله } هذا وعيد لهم يعني أن الله يطلع عليكم فيعلم ما يفعلون ويطلع رسوله على أسرارهم { سيحلفون بالله لكم } أي سيحلفون كذباً { إذا انقلبتم اليهم } إذا انصرفتم إليهم من الغزو { لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم } إعراض استخفاف وإهانة { إنهم رجس } أي نجس متى أردت معالجته ازداد نتناً، وقيل: إنهم أخسّة { يحلفون لكم } كذباً { لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم } أيها المؤمنون بالظاهر وبمعاذيرهم الكاذبة { فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } لأنه عالم بباطنهم وظاهرهم وما انطووا عليه من الكفر والفاسقون الخارجون عن الطاعة والدين وهم منافقون { الأعراب أشد كفراً ونفاقاً } من أهل الحصر لأنهم أبعد من مواضع العلم وسماع الآيات ومشاهدة الرسول { وأجدر } يعني وأخزى وأصله من جدر الحائط وأساسه، وقولهم ذلك أجدر أي أخزى وأحق بجهل حدود الدين، وقوله: { ألاَّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } يعني شرائعه وفرائضه، وقيل: هم أقل علماً، قوله تعالى: { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً } وصف الأولين بالكفر والجهل وهؤلاء بالكفر والبخل، ومعنى مغرماً لا يرجون عليه ثواباً وإنما ينفقون خوفاً ورياء فعدوه مغرماً { ويتربص بكم الدوائر } يعني ينتظر صروف الزمان وتقلب الأحوال بكم، وقيل: ينتظرون موت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) { عليهم دائرة السوء } أي يصيرون إلى ذلٍّ والمؤمنون إلى عزٍّ، وقيل: دائرة السُّوءِ العذاب والهلاك { ويتخذ ما ينفق قربات } يعني يتقربون به إلى الله تعالى بانفاق المال في سبيل الله { وصلوات الرسول } ، قيل: دعاؤه بالخير، وقيل: استغفاره { ألا إنها قربة لهم } هذا الكلام من الله تعالى تصديقاً لهم.